أشرف عبد المقصود :
بتاريخ 14 - 7 - 2007
من أعجب المتناقضات وصف هؤلاء الزائغين المنكرين للسنة بالقرآنيين ، فالقرآن برئ من هذا الفكر المنحرف ، وتلك الدعوة المشبوهة التي يُرَادُ من ورائها هدم القرآن وضرب بعضه ببعض !! لقد خُدِع الناس زمنًا طويلا بهذه التسمية " القرآنيون " !!
فلو كان لهؤلاء أدنى علاقة بالقرآن لَعَمِلُوا بما جاء فيه من الأمر بالأخذ بسُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم ، فمنكري السنة أبعد الناس عن القرآن ، وأبعد الناس عن الالتزام به وبتعاليمه .
فهم زائغون منحرفون لا قرآنيون !! ومن سمَّاهم بالقرآنيين فقد وقع في خطأ كبير وفخ نصبوه ليمرروا هذه التسمية الخاطئة!!
ومن اللافت للنظر هذا البلاء الذي حلَّ بمصر خلال السنوات القليلة الماضية والذي عرضها لحملات مشبوهة متتابعة من فرق منحرفة ونحل باطلة لا هم لها إلا الكيد للإسلام فمن عبدة الشيطان .. للبهائية .. لأذناب الشيعة الروافض .. وأخيرا جاء دور " منكري السُّنَّة الهادمون للقرآن " !!
فقبل عدة أيام
رأينا زعيمهم " أحمد صبحي منصور " - الذي احتضنته جهات غامضة في أمريكا – ثم عاد فجأة أيضا لكي تفتح له فضائيات وصحف في مصر أبوابها ليروج لفكره المنحرف كما جهزت له المواقع على الانترنت ، وفي صحيفة الدستور وعلى مدار أسبوعين حوارات معه لنشر فكره دون أي رد عليها مع ما تحمله من أباطيل وخرافات وانحرافات خطيرة ، لذا رأيت لزاما علي أن أوضح بعض المباحث المهمة التي تبين حقيقة هذا الزائغ المنحرف ومن خلال كتبه وحواراته،
مبينا
أولا :
مذهبه التكفيري الذي خفي على الكثير ممن تصدى للرد عليه والذي يعتمد على أفكار زعيم جماعة التكفير والهجرة شكري مصطفى وينقل عنه بالنص استدلالاته وينتهي إلى نفس نتائجه التي تكفر المسلمين وحتى الصحابة وتخلد العاصي في النار ، وثانيا :
الرد عل بعض أضاليله على القرآن والسنة المطهرة ، ثم ختمت ذلك بنقل أقوال العلماء الثقات في حكم هذه الدعوة المشبوهة والله المستعان .
تمهيد لابد منه :
أولا :
خطر الشيعة والخوارج على المسلمين
فالناظر إلى الفكر التكفيري على الساحة الإسلامية اليوم يجده في قمته العليا متمثلا في طائفتين : الأولى : الشيعة الروافض الذين حكموا على جماهير الصحابة وأهل السنة جميعا بالكفر والخلود في النار ، لافرق عندهم بين شافعي وحنبلي ولا بين معتزلي وأشعري ولا بين صوفي وسلفي ،
ومهما لفوا أو داروا ووصفوا مخالفيهم خداعا بأنهم " تكفيريون " ، على طريقة " رمتني بدائها وانسلت " فنصوص كتبهم طافحة بمئات النصوص التي تحكم على مخالفيهم بالتكفير والخلود في النار بل من ثوابت مذهبهم : أن من أنكر إمامة أحد الأئمة عندهم فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار ( " بحار الأنوار " للمجلسي 23 / 390 ،
و " حق اليقين " لعبد الله شبر 2 / 189 ) .
والتطبيق السُّلوكي لهذه العقيدة الدموية أصبح واقعا عمليا على أرض العراق اليوم .
الثانية : طائفة الخوارج الذين حملوا السِّلاح على المسلمين واستهانوا بالدِّماء وكفَّروا المسلمين بالذنوب والمعاصي ، وعادوا من خالفهم إلا من قال بقولهم وكان على مثل قولهم ورأيهم . وفتحوا باب الشرور على المسلمين في كل مكان .
وكلا الطائفتين - أعني الشيعة والخوارج - في تكفيرهم وغِلّهم وحِقْدِهم على المسلمين : شَرُّهم مُسْتطير ، وفَسَادُهم عظيم على البلاد والعباد ، نعوذ بالله من الخذلان .
ثانيا :
نبذة يسيرة عن أحمد صبحي منصور ودعوته المشبوهة
1- بعد أن فُصِلَ زعيم منكري السنة التكفيري أحمد صبحي منصور من جامعة الأزهر عام 1982م ، وتصدى لانحرافاته واجتثاثها الدكتور سعد ظلام - عميد كلية اللغة العربية - رحمه الله - لإنكاره للسنة ونيله من عصمة الأنبياء وإساءته للصحابة وتحقيره من شأن رواة الأحاديث ، سافر لأمريكا ، وهناك استقبله شيخه الهالك مدعي النبوة المدعو " رشاد خليفة " الذي كان صاحب فكر منحرف بامتياز مع خداع ومكر حيث وصف أحاديث النبي بأنها كلام الشيطان ، واستطاع من خلال ما سماه " الإعجاز العددي للقرآن " أن يخترع لنا " أسطورة العدد 19 " والتي اغتر بها بعض الباحثين والدعاة وروجوا لها دون أن يعرفوا ما ورائها . إلى أن كشف زيفها وهدفها الباحثون من أهل العلم وفي مقدمتهم : الدكتورة عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطئ ) رحمها الله في كتابها الرائع " قراءة في وثائق البهائية " ط مركز الأهرام 1986م ، ففضحته وبينت كذبه وتضليله في الأرقام التي يوردها ، ويريد من ورائها أن يقرر عقيدة " البابية والبهائية " في تقديسهم للعدد 19 المرتبط بعقيدتهم الفاسدة .
2- وقد حذر الكاتب أحمد بهاء الدين في صحيفة الأخبار بمقالين بتاريخ 17 ، 18 / 4 / 1988م بالتحذير من هذه الدعوة المشبوهة المغرضة لرشاد خليفة وأحمد صبحي منصور .
وبعد تحذير أحمد بهاء الدين بشهر واحد رجع أحمد صبحي منصور من أمريكا ليبث سمومه مرة أخرى من خلال المساجد التي كان يخطب فيها إلى أن فاحت رائحة الفتن والضلال منه فألقي القبض عليه آنذاك ، وبعد مرجعه بأسابيع قليلة قتل شيخه مدعي النبوة رشاد خليفة في حادث غامض ..إلخ راجع قصته مع رشاد خليفة في : " كتاب منكري السنة " لأبي إسلام أحمد عبد الله ص 51 ـ 58 .
وها هو أحمد صبحي منصور يعاود الكرة مرة أخرى مستثمراً المناخ المُعَادي للإسلام ، والله المستعان .
المبحث الأول
أحمد صبحي منصور يدعو لتكفير عصاة المسلمين والحكم بتخليدهم في النار
لم أجد أي صعوبة أو عناء في الحكم على مسلك وعقيدة هذا الرجل التي فاق بها جماعة التكفير ، فهو خارجي غال في التكفير ، وإمعانا في التضليل يسمى نفسه بـ "شيخ القرآنيين " وهو في الحقيقة : " أحد غلاة الخوارج المعاصرين " .
فقد صنف كتابا مستقلا في ذلك سماه " المسلم العاصي هل يخرج من النار ليدخل الجنة "
وطبع بمطابع الأهرام وبرقم إيداع 5323/1987م .
فمن خلال كتابه هذا نستطيع أن نتعرف على فكره المنحرف ، وكيف أوصلته جرأته على إبطال السنة إلى سوء فهم القرآن والاندفاع في بدعة تكفير المسلمين ، فمن فمه ندينه – ولن نتجنى عليه ـ لا سيما وهو قد قال بلسانه في حلقة الأسبوع الماضي لبرنامج الحقيقة " بقناة دريم : " من أراد أن يعرف فكري فليقرأ ماكتبت " اهـ .
ونحن نقول له : سنستجيب لطلبك وسنبين للناس ضلالك ، الذي ظن البعض أنه مقصور فقط على إنكارك للسنة ،