ضمن عمليات تهويد مدينة القدس وإملاء أنماط معينة على حياة سكانها العرب أقدم الاحتلال الإسرائيلي على تهويد "مدفع رمضان" وتوكيل مواطن يهودي مهمة الإشعار بموعد الإفطار بحجة المحافظة على الأمن.
حيث قامت الشرطة الإسرائيلية بوضع حد لتقليد عمره مئة عام قام خلاله أبناء عائلة صندوقة المقدسية بضرب قذيفة المدفع مرتين باليوم، مع بدء الإمساك وعند حلول وقت الإفطار في رمضان.
وقالت شرطة القدس الاحتلالية، إنها أولت موضوع مدفع رمضان لمواطن يهودي متدرب على استخدام السلاح بدلا من الشيخ رجائي صندوقة الذي تولى مهمة تشغيله حتى الآن.
ويعود استخدام المدفع في القدس خلال شهر الصيام إلى الفترة العثمانية حيث تولى أبناء عائلة صندوقة من حي وادي الجوز المقدسي هذه المهمة بعدما ثبت المدفع داخل مقبرة الساهرة.
وكان البريطانيون قد استبدلوا بالمدفع التركي الموجود في المتحف الإسلامي في القدس آخر جديدا عام 1945 استجابة لطلب العائلة الهاشمية في الأردن.
وبعد عشرين عاما من تولي رجائي صندوقة مهمة ضرب المدفع، قررت شرطة لواء القدس ووزارة العمل الإسرائيليتين في مستهل رمضان الحالي وقفه عن أداء مهمته المتوارثة، بدعوى "سلامة الجمهور" ولعدم إنهائه دورة تدريب خاصة. واستبدلت بلدية القدس بصندوقة رجل أمن إسرائيلي يدعى شارون جديدة بغية "التحقق" من عدم استخدام المواد المشتعلة لأغراض "عدائية".
وكان المدفع يطلق قذائف حتى ألزمت السلطات الإسرائيلية عام 1997 باستبدال مواد خفيفة بالبارود، تستعمل عادة للألعاب النارية خشية أن يوظف البارود في عمليات "تخريبية".
وأعرب رجائي صندوقة عن استيائه للإجراء الإسرائيلي ولفت إلى أن ذلك يقضي على تقاليد هامة ومحترمة لم تنقطع منذ قرن واعتاد عليها المقدسيون منذ أيام الأتراك.
واستهجن في تصريح للجزيرة نت تعليل الاحتلال قراره بتوقيفه عن ولاية المدفع بكونه "غير مؤهل مهنيا"، مشيرا إلى أن "أحدا لم يبلغه بضرورة الالتحاق بدورة في وزارة العمل الإسرائيلية أو غيرها".
وأشار صندوقة إلى أن بلدية القدس اشترطت مرافقة مواطن يهودي في تشغيل المدفع وتحديد مواعيد الإمساك والإفطار.