بسمـ الله الرحمــن الرحيـــمـ
رجل تعلق قلبه في رمضان بقيام الليل مع المصلين يا سبحان الله من قام رمضان
إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام مع الإمام حتى ينصرف كان له قيام ليلة يا له
من أمر يسير تقوم ليلة مع الإمام فإذا انقضى القيام كتب الله أجر ليلة كاملة فإن قمت الشهر كله
فبإذن الله إنك من قوام شهر رمضان ومن قام رمضان إيمان واحتسابا غفر له
ما تقدم من ذنبه تعلق قلب ذلك الرجل بالقيام فإذا به مع المصلين لا كما يفعل بعض الكسالى
يصلي تسليمة أو تسليمتين أو يتخاذل عن صلاة التراويح لدنيا زائلة أما هذا الرجل
فقد تقدم إلى مسجد حيه صلى مع المصلين صلاة العشاء ثم صلى سنة العشاء بدأت صلاة التراويح
كبر الإمام وكبر المأمومون قرأ الفاتحة وأمن المأمومون بدأ الإمام يرتل القرآن في أرجاء المسجد
وفجأة وإذ بالمصلين يسمعون صوت ارتطام بالأرض ولما انفتلوا من الصلاة نظروا
لذلك الرجل وقد خر ميتا وهو يقوم بين يدي مولاه هنيئا له هنيئا له يا عباد الله هنيئا له يوم
أن يبعث قائما إنه قيام رمضان يوم أن يقف العباد بين يدي مولاهم يبثون شكواهم يعترفون
بذنوبهم يفطرون أقدامهم يدرون دموعهم يطهرون قلوبهم يعلنون الذل والعبودية ينصرفون
من الدنيا إلى عالم آخر ولقاء مع الله إنها لذة لا يعلمها إلا الذين وجدوها وسعادة ما ذاق طعمها إلا الذين
كابدوها لذة القيام بين رب العالمين عبادة القيام التي تخاذل عنها كثير من الناس هذا رجل تعلق قلبه
بالقيام صدقوني لقد كان من كبار الأثرياء يملك الملايين لكنه تعلق قلبه بالقيام كان يصلي مع
الإمام فإذا انتهوا من صلاة التراويح لا يكتفي بذلك بل يذهب إلى بيته وإذا دنى
وقت السحر توضأ وضوئه للصلاة وفرش سجادته بين يديه وكبر مصليالله وفي تلك الليلة
صلى مع المصلين ولما انتهى الإمام من صلاته في العشر الأواخر من رمضان وما بقي على
وقت الفجر إلا الشيء اليسير ذهب ذلك الرجل إلى بيته وتسحر ثم قام ينقض
وتره ليدخل في صلاة جديدة كبر ودخل في مناجاة ربه صلى قام وركع رفع وسجد جلس
للتشهد وفجأة وإذ به يخر على وجهه ميتا هنيئا له هنيئا له موت في لحظات السحر عند النزول
الإلهي هنيئا له موت في صلاة ومن مات على شيء بعث عليه صدقوني عباد الله إنهم هم السعداء
إنهم هم المتلذذون إنهم الذين يجدون الراحة لما قدموه من عبادة وطاعة