إهانة للشعب المصرى كله ؟؟

الترويج للفرعونية إهانة للشعب المصرى كله ؟؟

بقلم : محمد شعبان الموجى

يجب أن نعي جيدا الفرق بين حرية الإعتقاد وبين حرية التعبير فى المجتمع .. حرية الإعتقاد مطلقة ، أما حرية التعبير عن هذا الإعتقاد فمقيدة بالعديد من الضوابط التى تحول بينها وبين الإعتداء على قيم المجتمع أو ثقافته أو عقيدته أو أخلاقه ..

والحفاظ على الوحدة الوطنية شىء ، والترويج للقيم والثقافة والرموز والطقوس اليهودية أو النصرانية فى وسائل الإعلام لدولة إسلامية شىء آخر ..

وبالأمس شاهدت جزءا من مسلسل تليفزيونى يحاول فيه المخرج الترويج للقيم والرموز النصرانية التى تخالف تعاليم الإسلام وتطعن وتهدم الحقائق القرآنية الصريحة والواضحة فى هذا الشأن ..

إن القائمين على أمر هذا المسلسل أرادوا أن يعطوا للثقافة النصرانية حقها فى التواجد على الساحة ..

إذ يعتقد العلمانيون والشيوعيون اللادينيون أن الحقبة النصرانية لم تأخذ حقها لا فى الإعلام ولا فى المناهج التعليمية ..

إلا أنهم تناسوا أن هذا الحق التاريخى والإعلامى يجب أن يقدم فى إطار العقيدة والقيم الإسلامية ..

أى فى إطار التقييم الموضوعى الذى تحدثت عنه آيات القرآن الكريم ..

وأن يظل محكوم دائما فى إطار جملة الإنحرافات الدينية التى تحدث عنها القرآن الكريم .. حتى يظل الناس يعتقدون بما قرره القرآن الكريم بأن الدين عند الله الإسلام وبأن الذى يدين أو يعتقد أى عقيدة غير عقيدة التوحيد أويدين بأى دين غير الإسلام فى صورته الأخيره التى جاء بها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم .. فإن الله لايقبل منه هذا الدين الآخر ، وهو فى الآخرة من الخاسرين ..

وهذه الحقائق القرآنية يجب أن تظل دائما راسخة فى نفوس الناس وفى نفوس النشء ، ويجب أن تظل هى الإطار الوحيد الذى يمارس الناس من خلاله حرية التعبير عن ما يعتقدونه .. وعلى فكرة .. القيود على حرية التعبير بحيث تتناسب وقيم المجتمع ليست بدعة ولا تطرف فى الرأى .. بل هى حقيقة قانونية ماثلة أمام الجميع .. حتى لايحدث مسخ عقدى وايمانى أكثر مما هو حادث .. وحتى لايحدث تمزق وانفصام بين مايسمعه المسلم فى المسجد ويقرأه فى القرآن الكريم .. وبين ما تبثه وسائل الإعلام من صـور وردية لعقائد غير المسلمين !!

ثم إن قيام ممثلين وممثلات يدينون بعقيدة الإسلام بأداء أدوار لشخصيات من اليهود والنصارى وارتداء ملابس القساوسة أو الحاخامات وارتداء الصلبان وترديد عبارات وطقوس تختص بأهل الكتاب ..

كل ذلك تعتبره الشريعة الإسلامية من نواقض الإسلام ومن الأمور المخرجة من الملة ..

وعلى أصحابها أن يبادروا إلى إعلان توبتهم ورجوعهم إلى الإسلام وإلا صاروا مرتدين .. حتى ولو فعلوا ذلك على سبيل المزاح أو على سبيل التمثيل .. إلا إذا قدموا ذلك فى إطار إظهار الإنحرافات الفكرية والدينية التى تحدث عنها القرآن الــكريم بهدف تحذير الناس من الوقوع فيها .. أو من خلال نــقدها فى إطار موضوعى وبالتى هى أحسن !!

ومن الدعوة إلى احياء الحقبة القبطية ( النصرانية ) إلى الدعوة إلى احياء الحقبة ( الفرعونية) ياقلبى لاتحزن ..

وبعدين مش عارف إيه حكاية الكتب الفرعونية التى أمطرتنا بها وزارة الثقافة من كل حدب وصوب ..

وكان آخرها موسوعة مصر القديمة التى كانوا يتحفونا بها فى الأسبوع مرتين ..

ثم بعد ذلك تقرأ لحملة المباخر والتنويريين عشرات المقالات التى تشيد بهذا العمل العملاق مطالبين بالإستمرار فى تطبيع العلاقات بين الشعب المصرى وبين أجداده من الفراعنة .. ويتحدثون عن الموسوعة بكلام يقطع القلب .. لكنه للأسف كلام مرسل لا معنى له !!

والحكاية كلها طبعا ليس حبا فى على ولكن كراهية فى معاوية لاأكثر ولا أقل .. لأنهم ببساطة يكرهون الإسلام ويعتبرونه إرثا تاريخيا يجب التخلص منه شويه شويه .. أو على أحسن تقدير عند المنصفين منهم .. دين الله عندهم .. مجرد عمود من أعمدة الشخصية المصرية ..

عمود واحد لاغير يتساوى مع باقى الأعمدة الفرعونية والقبطية والشرق أوسطية والبحر متوسطيه والعربية والأفريقية .. بل ربما يعتبره البعض منهم خازوقا حضاريا وليس عمودا ؟؟

إن الحقيقة التى يجب أن يعيها الشعب المصرى .. أن شخصية مصر الإسلامية مستهدفة بالفعل والأدلة على ذلك كثيرة فى أدبيات العلمانيين والشيوعيين تلميحا وتصريحا ..

ولكننى هنا سأختار من كلام صاحب موسوعة مصر مايؤكد على نية المؤلف وعلى النفسية التى يتحرك بها وعلى الأفكار الخبيثة التى دفعته إلى تأليفها .. يقول سليم حسن رحمه الله فى مقدمة الجزء الثالث عشر : (( وهكذا قضى على استقلال مصر نهائيا وظلت بعد ذلك تتقلب على حكمها أسرات أجنبية لا تمت إلى مصر بصلة اللهم إلا مدة قصيرة بعد العهد الفارسى الأول فقد هبت مصر خلالها واستعادت استقلالها ، ثم وقعت فى قبضة الفرس ثانية ، ولم تتخلص بعد ذلك من النير الأجنبى منذ عام 341ق.م إلا عام 1952 م عندما هب الشعب المصرى كله ونفض عن نفسه غبار وأوساخ آخر طاغية من دم أجنبى ، ثم بدأت لأول مرة مصر تحكم بمصريين من دم مصرى خالص ، وتشعر بكيانها وعزتها وكرامتها بين دول العالم الحرة )) !!

والحقيقة أن صاحب الموسوعة رحمه الله .. لوفكر قليلا فيما كتب .. لما ارتضى لنفسه أن يكتب هذا الهراء .. لأن الحضارة الفرعونية فى ازدهارها وتقدمها أو فى انحطاطها وتأخرها كانت أنموذجا رائعا للأستبداد والقهر وتوريث الحكم لمن يستحق ولمن لايستحق ، وكانت أنموذجا رائعا لحمى استعباد الجماهيروإذلالها وتوظيفها فى خدمة أهل السلطة ، والإعتداء على الشعوب الأخرى واستغلال ثرواتهم ..

الفرعونية كانت ومنذ نشأتها وحتى اندحارها مثالا رائعا للدسائس والمؤامرات الخسيسة .. لقد كشفت لنا موسوعة ( سليم حسن ) عن أشياء أخرى هآمه كانت غائبة عن أذهان الكثيرين ..

فالحضارة الفرعونية لم تكن معصومة من الخطأ أو الضعف ولم تكن هى المدينة الفاضلة كما تخيلها أفلاطون و كما يصورها دائما أنصارها .. بل مرت بكل المراحل والفترات التى مرت بها الأمم السابقة من قوة وضعف .. من وحدة وتمزق وصراعات وحروب وانتصارت رائعة وهزائم مخزية وفتن داخلية وفوضى .. وكما أثرت حضاريا فى غيرها من الأمم .. تأثرت هى الأخرى بحضارات الآخرين التى لا تقل عظمة ولا شموخا عن تلك الحضارة المصرية القديمة ‍‍!!

لكن الملاحظة الجديرة بالنظر هنا .. أنك وأنت تقرأ موسوعة سليم حسن التى تمتلىء بالغث والسمين .. وبكثير جدا من تفاصيل الحياة العادية والحشو الفارغ وكلام كثير جدا لامعنى له إلا تسويد الصفحات بغير طائل واهدار الوقت بغير عائد .. لاتكاد ترى فى كل هذا الحشو الفارغ .. أى موقف سياسى أو اجتماعى يمكن أن يكون له أى مردود انسانى يدفع المرء إلى تطوير شخصيته أو الإرتقاء بها أو الإرتفاع بانسانيته ، والسمو بروحه .. أساطير اختلطت بالحقائق .. عبادة أوثان وأصنام يدل على غباء انسانى واجتماعى .. ادعاء فاجر من حكام الفراعنة .. بالتمثيل المباشر بالأصالة عن الألهة لكى يتحكموا فى رقاب العباد .. وليس بمجرد التفويض والإنابة عن الله كما كان الحال فى العصور الوسطى و الذى يرفضه العلمانيون والشيوعيون !!

ولذلك فإننى أقول وأنا مطمئن تماما .. إن الدعوة إلى احياء الحضارة المصرية القديمة .. والترويج لها بنشر المقالات وتأليف المجلدات وإقامة الإحتفاليات والتذكير بالأمجاد .. لايمثل وجه المؤامرة على شخصية مصر الإسلامية فحسب .. بل هو فى الحقيقة إهانة متعمدة للشعب المصرى كله .. لأن الفرعونية كما قرأناها فى هذا الحشو الفارغ لسليم حسن لم تكن إلا سلسلة من الطغيان والإستبداد بالحكم كما قلنا .. ولم تكن إلا تمثيلا نموذجيا لأسوأ أنواع الإستبداد الدينى واستغلال الدين فى السياسة بحيث أصبح الدين فى ظل الحكم الفرعونى البغيض أفيونا للشعوب بكل معنى الكلمة .. وتلك الدعوة إلى الفرعونية هى فى النهاية اهدار لحكم الله فيهم ، ومشاغبة على حقائق القرآن التى أكدتها موسوعة سليم حسن من حيث لايدرى !!

اقتباس :

والحقيقة أن صاحب الموسوعة رحمه الله .. لوفكر قليلا فيما كتب .. لما ارتضى لنفسه أن يكتب هذا الهراء .. لأن الحضارة الفرعونية فى ازدهارها وتقدمها أو فى انحطاطها وتأخرها كانت أنموذجا رائعا للأستبداد والقهر وتوريث الحكم لمن يستحق ولمن لايستحق ، وكانت أنموذجا رائعا لحمى استعباد الجماهيروإذلالها وتوظيفها فى خدمة أهل السلطة ، والإعتداء

اخى الغالى
شيخ القوافل
نشكرك على الوضوع ولكن ودنا نسال الاستاذ
محمد شعبان الموجى
بما تفسر ما نمر به الآن وفى هذه الفترة بالذات؟؟؟
هل لازلنا فى (فى الحضارة الفرعونية )

النوبى كتب:

اقتباس :

والحقيقة أن صاحب الموسوعة رحمه الله .. لوفكر قليلا فيما كتب .. لما ارتضى لنفسه أن يكتب هذا الهراء .. لأن الحضارة الفرعونية فى ازدهارها وتقدمها أو فى انحطاطها وتأخرها كانت أنموذجا رائعا للأستبداد والقهر وتوريث الحكم لمن يستحق ولمن لايستحق ، وكانت أنموذجا رائعا لحمى استعباد الجماهيروإذلالها وتوظيفها فى خدمة أهل السلطة ، والإعتداء

اخى الغالى
شيخ القوافل
نشكرك على الوضوع ولكن ودنا نسال الاستاذ
محمد شعبان الموجى
بما تفسر ما نمر به الآن وفى هذه الفترة بالذات؟؟؟
هل لازلنا فى (فى الحضارة الفرعونية )

الأخ العزيز النوبي ..
يعلم الله كم أحترم الحضارة لديكم وأحترم الشعب المصري ، وأخص الشعب النوبي ( خفيف الدم ) الذي أكن له الكثير من التقدير وتربطني ببعض المنتمين لنوبة علاقات صداقة ، مما جعلني أطلع على بعض عادات هذا الشعب ، وكذلك أتعرف على بعض الجمل في اللغة الجميلة الخاصة بأهل النوبة ، بالنسبة للموضوع فالكاتب لديه كتابات جميلة وقد ذاد بقلمه عن الدين كثيراً وهو كاتب أجده غيور ، وسوف يكون لنا نقاش حول هذا الموضوع .
أعذرني فإني على عجلة من أمري .

أرحب بك في منتداك وأتمنى ان تجد الفائدة والمحبة بين أخوانك وأخواتك ، شعب عربي واحد تجمعنا روح الأخوة .

الفرعونية حضارة أنتهت ولم يعد لها وجود سوى الآثار الشاهدة على وجودها.

.

.

.موضوع رائع ومنصف ..

شخص الواقع المصري فعلا ..

ويكفي انه بقلم مصري ..

فعلا .. فرعون ادعى مالم يجرؤ حتى ابليس على قوله .. ( انا ربكم الاعلى )

ووجود الطغيان والظلم والاستبداد كما تفضل الاخ اللوبي .. لا يعني ان الخطأ في الاصل وهو الاسلام ..
الخطأ في تنفيذ هذا الاسلام ..

احيانا افكر اذا قرات هذه الدعوات للعوده للفرعونيه .. من هو المرشح لاستلام راية فرعون القرن الحادي والعشرون ؟؟

من سيتجرأ ان يقول الان ( انا ربكم الاعلى ) ..؟؟

.

.

.

السؤال هل هذه الزلة الأولى التي تخرج من أرض الكنانة

يسلمووو شيخ القوافل على الموضوع الثري جدا